من فضلك تحرّي الدقة في ما تقرأ وتكتب

_21481

الإشاعات والصحف الصفراء  أزمة نعاني منها بالوطن العربى ومؤخراً أنتشر الامر بمصر، فتجد أحدهم يتحدث عن إعلان لشركة اتصالات وعن احتوائه على رسالة صهيوأمريكيا مشفرة تعلن فيها أحدى المنظمات انها ستقوم بعملية تفجيرية كبيرة باحدي المولات بالقاهرة – على اساس انه اذا رغبت احدي المنظمات فى القيام بعمل تفجيري ستعلن قبلها عن الامر  -.

ما يغضبك ليس قول هذا العبقري الذي أكتشف تلك المؤامرة الخطيرة على مصر فكل فرد حر أن يعبر عن رأيه وان يستغل القدرات والتى وهبها الله سبحانه وتعالى لنا فيما يحب، فهذا العبقري لديه موهبة فذه وهي الخيال والابداع. البعض يستغل خياله وابداعه فى بناء مشاريع ناشئة تقدم حلول للمستخدمين والبعض يستغل خياله وابداعه في أختلاق المؤمرات وتحليل الاعلانات للبحث عن الرسائل المشفرة بها، بالنهاية هذا قرار وأختيار هذا العبقري ولا دخل لنا به.

ولكن الفاجعة ان تجد القنوات الاعلامية [1] تناقش هذا الامر علي التلفاز وتطرحه وكانه قضية حقيقة تستحق الطرح والنقاش وكل إعلامي – اذا صح ان نقول عليهم اعلاميين ن الاساس – يضيف لمسته الابداعيه علي الطرح ليتسع الامر أكبر وأكبر ويصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي لعدة أيام، البعض ينشر الخبر للسخرية منه والبعض ينشر الامر لتحذير أصدقائه واحبابه من هذه المؤامرة الخطيرة.

ولم ينتهي الامر عند الرسائل مشفرة بالاعلانات، ولكن تطور الامر حيث تم القبض على حمامه زاجله تحمل بقدمها مايكروفيلم فقامت السلطات بالقبض عليها لتفريغ الميكروفيلم والتعرف على محتواه، وبطة تم القبض عليها بمحافظة قنا تم القبض عليها بمحافظة قنا بصعيد مصر للاشتباه  بوجود جهاز مثبت اعلى جسمها، واعتقد أنه جهاز تجسس [2].

وبالطبع أقلام الصحف الاجنبية لم تدع الامر يمر عليها مرور الكرام وقامت بالسخرية من مصر وما يحدث بها [3]، صراحة لا أهتم بما يقوله الغرب عنا دعهم يقولوا ما يرغبوا فهذا لن يزيد أو يقلل من مقدارنا شئ ولكن ما يحزنني ان اجد بعض الاشخاص المثقفين الحاصلين على درجات دراسية عليه يصدقون هذا الهراء! .. وبعضهم للآسف حاصلين على الدكتوراه.

اذا هل الخطأ على الاعلام الفاسد أم الخطأ على المستمع الذي يستهلك المعلومة بدون نقد وتحليل ؟

اليوم ارسل لي أحد اصدقائي برابط لفيديو [4] يتحدث فيه أحد الخبراء بمجال الفيزياء  -علي حد قوله – عن خبر قرائه بموقع Fasy Company – غني عن التعريف بالغرب – يتحدث الخبر عن فتاة مصرية تبلغ من العمر ١٩ عام قامت باكتشف علمي بعلم الفيزياء.

والمعلومات التى كانت بالخبر كانت مغلوطة بالرغم من كونها صادرة عن موقع كبير بحجم Fasy Company فماذا كان رد فعله ؟ .. النقد والبحث والتحليل، فقام بالتنقيب خلف هذه الفتاة والبحث عن أهم الجرائد والمواقع التى نشرت عن هذه الفتاة، وبعد البحث والتنقيب وجد ان الصور المستخدمه للفتاة باغلب المواقع هي صورة لعارضة ازياء وقام بمراسلة عارضة الازياء فذكرت له انها لا علاقة لها بهذا الخبر وانه تم اساءة استخدام صورته ، وتجد المزيد من التفاصيل بالفديو وبالخاتمة أستطاع ان يثبت ان هذا الخبر عاري من الصحة.

هنا تسائلت ما الذي دفع هذا الرجل الى التنقيب وراء الفتاة والخبر؛ ربما كان مدفوع بقوة الغيرة والحقد من كون فتاة لديها ١٩ عام تكتشف اكتشاف مهم بعلم الفيزياء أو ربما كان يرغب فى انشاء تحقيق صفحي مثير ليجلب الانظار تجاهه للتسويق لنفسه ولموقع، ولكن على كل حال اي كان السبب الذي دفعه لهذا الامر فقد استخدم وسيلتين وهما النقد والتحليل ليصل الى حقيقة الامر.

من فضلك يا عزيزي اتبع قول الله – عز وجل – : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا )، وتحري الدقة فيما تقرأ وتكتب.

تحري الدقة في كل ما تسمع شكك، فكر، حلل، وأنقد. ولا تكون مستهلك للمعلومات مردد لها بلا وعي ولا فهم.

أنقد وحلل هذا الموضوع ولا توافقني الرأي فقط بدون التفكير بالامر من عدة جوانب ربما يكون هنالك جانب غفوت عنها فأتمني منك ان توضحها لي.

*ملاحظة ١ : لا تربطني اي علاقة بشركة الاتصالات التى تم ذكرها بالموضوع

*ملاحظة ٢: البعض قد يأخذ الموضوع من منحني التشهير والاساءة لسمعة مصر، لذا احب ان اوضح انه بداية لحل اي مشكلة علينا ان نعترف بوجودها من الاساس!، وبالخاتمة انا مصري لذا لن اقوم بفعل اي امر قد يسئ الى وطني ولكنى احببت ان اطرح الموضوع للنقاش لكي ننتبه لهذه الازمة ولا نقع ضحايا لها.

 

مصادر : 

[1] http://www.youtube.com/watch?v=Q3bwkcufEQU

[2] http://www.alyaum.com/News/art/114556.html

[3] http://nyti.ms/KlDHSk 

[4] https://www.youtube.com/watch?v=glAbRwv65NI

[5] http://www.fastcompany.com/1837966/mustafas-space-drive-egyptian-students-quantum-physics-invention

نشرة رحلة نمو

نشرة أسبوعية كل يوم أثنين، والمُصممة خصيصًا للمسوقين وأصحاب الأعمال والمتاجر الرقمية. ستصلك فيها مجموعة من الإلهامات والأفكار من خلال ما أقرأ، أشاهد، وأستمع إليه حتى تنطلق في رحلتك الخاصة نحو النمو

Invalid email address
نشرة أسبوعية كل يوم أثنين